بسم الله الرحمن الرحيم
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
سورةفصلت/ الآية–53
لقد حث الله تعالى نبيه الكريم (ص) على توجيه أمته نحو أهمية استقراء الواقع والتعرف على ضروريات الحياة المختلفة التي تساعد الانسان على بناء حياته بناء صحيحا يضمن رضاه أولاً، ويحقق السعادة لبني البشر ثانياً، كما يمنع حالات الاعتداء والتجاوز وبروز الانظمة الحياتية التي تنغص مسيرته التكاملية باتجاه الحق الذي خلق الكون بوافر نعمه وجعل جدلية العلاقة بين الانسان وربه متمحورة حول الرحمة التي خلق الكون بما فيه على أساسها. ثم أنه تعالى أشهد الانسان على ما في داخله من مكامن متعددة لها القدرة على دفع إرادته والاستفادة من قدراته ليكون الفاعل الاول الخلاق في عالم المخلوقات العريض بموجوداته.
ومن هنا كانت الانطلاقة السليمة للعلماء والعلوم المتنوعة في العالم نابعة من حب الاستطلاع في الميادين المختلفة العلمية منها والانسانية التي قادت معظم المفكرين والعلماء الى الاعتراف بوحدة المصدر وتعدد الاهداف التي هي تنوعات مختلفة زاخرة بكل انواع الموجودات وصولا الى وحدة الغاية وهي مآل خلق الكون، ثم جعل سبحانه وتعالى مرد الجميع إليه في فلسفة حياتية متكاملة من كل جوانبها من حيث البداية والغاية والنهاية.
والفيزياء من اكثر العلوم ربطاً للمجالات المختلفة لأنواع العلوم الصرفة والتطبيقية. ويولي قسم الفيزياء في كلية العلوم بجامعة كربلاء اهتماماً كبيراً وبرغبة كبيرة بالمسارات العلمية التي تضمنه مناهج علمية رصينة قابلة للتطبيق في مجالات العمل وميادين الحياة المختلفة التي تساعد البلد على القيام بمهامه المختلفة وتدفعه باتجاه مصاف الدول المتقدمة القائمة على اساس العلم والمعرفة.
لذا كانت النظرة العالمية للفيزياء والفيزيائيين نظرة احترام وتقدير وتبجيل لغزارة الفائدة العلمية والتطبيقية التي ترفد الفيزياء بها البشرية وما تحققه لهم من وسائل الرفاه والتقدم العلمي والتكنلوجي وتحقيق الوصول والتواصل بين مجتمعاته المختلفة والبعيدة.
رئيس القسم
أ.م.د. محمد عبد الحسين حسوني